يوليو 15, 2023كيفية النشر بأداة النشر التلقائي في مجموعات متعددة على Facebook مرة واحدة؟

يُعَدّ علم التجويد من العلوم الشرعية الدقيقة التي تهدف إلى صون كتاب الله تعالى من التحريف واللحن، ومن بين أبواب هذا العلم باب صفات الحروف، التي تساعد القارئ على النطق الصحيح للحرف وإعطائه حقه ومستحقه. 

ومن الصفات الأساسية التي لها دور بارز في تمييز الحروف: الشدة والرخاوة والبينية. فبمعرفة هذه الصفات يدرك الطالب كيف يخرج الحرف من مخرجه على الوجه الأكمل، دون إفراط أو تفريط، ليكون أداؤه مطابقًا لما تلقاه القرّاء عن شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله ﷺ.

2 الشدة والرخاوة والبينية

2 متن الشدة والرخاوة والبينية:

صِفاتُها جَهْرٌ ورِخْوٌ مُسْتَفِلْ        مُنْفَتِحٌ مُصْمَتةٌ والضِدٌ قُلْ

مَهْموسُها (فحَنَهُ شَخْصٌ سَكتْ)   شَديدُها لفْظُ (أجِذْ قَطٍ بَكَتْ)

وبَيْنَ رِخْوٍ والشَّديدِ (لِنْ عُمَر)     .......

الحروف العربية من حيث مرور الصوت في المخرج

الشِّدَّة

لغة

لغة: القوة.

اصطلاحًا

اصطلاحًا: انحباس جريان الصوت عند النطق بالحرف الشديد نتيجة غلق المخرج لكمال الاعتماد عليه.

حروفه

 

حروفه: (اجد قطٍ بَكَت) أو (أجدك تطبق).

تقسم الحروف الشديدة (أجد قط بكت)

ضغط الصوت المحبوس خلف المخرج وانطلاقه يحددان معالم الصوت:

الحروف الشديدة المجهورة يكون مخرجها مقفولًا تمامًا فينحبس الصوت وينحبس النفس بسبب قوة الاعتماد على المخرج فينزعج جهاز النطق فكان لا بد من تكلف صفة أخرى تريح جهاز النطق فكانت القلقلة في (قطب جد).

 والهمزة تكون بانغلاق الوترين ثم انفتاحهما فجأة فيسمع صوت لذلك وهو صوت الهمزة.

وأما الحروف الشديدة المهموسة (ك؛ ت) يكون فيها جريان للنفس بعد انحباس الصوت خلف المخرج عند نطقها. والشدة والهمس في الكاف والتاء صفتان على الترتيب، فهذان الحرفان شديدان في أوَّلهما، مهموسان في آخرهما. «(يَكُْتبُونَ» «(كَذَبَتْ».

الرخاوة

لغة

لغة: اللين.

اصطلاحًا

اصطلاحًا: الجريان التام لصوت الحرف الرخو عند مروره في المخرج لضعف الاعتماد عليه. 

‏وسبب الجريان التام للصوت هو أن المخرج في هذه الحروف يكون واسعًا ولا يعترض طريق الصوت عند الخروج حائل كبير. 

حروفه

حروفه: باقي الحروف عدا حروف الشدة والبينية.

البينية

البينية: هي الجريان الجزئي للصوت في مخرج الحرف البيني بسبب عدم كمال غلقه.

الحروف البينيّة: حروف لا ينحبس عندها الصوت كانحباسه في الحروف الشديدة ولا يجري كجريانه في الحروف الرخوة. وحروفه (لِنْ عُمَر).

 لِمَ كانت هذه الحروف بينيّة؟

سنتطرق لكل حرف على حدة.

1-اللام

الجريان الجزئي للصوت عند نطق اللام بسبب اعتراض طرف اللسان لخروجه.

اللام تخرج من أدنى حافة اللسان إلى منتهاها فالصوت عندما يصل إلى ظهر اللسان يجد الطريق أمامه مسدودا فينحرف بعض الصوت عن يمين اللسان وعن يساره؛ ويتابع طريقه إلى الخارج؛ وهذه هي صفة الانحراف في اللام. 

شكل مخرج اللام

فالطريق ليس مفتوحًا تمام الانفتاح حتى يكون رخوًا ولا مقْفولًا تمام الانقفال حتى يكون شديدًا لذا عدّ علماؤنا اللام من الحروف البيئية.

2- الراء

الجريان الجزئي للصوت عند نطق الراء بسبب اعتراض أغلب طرف اللسان لخروجه عند النطق بالراء يتقعر اللسان ويلامس يمنة ويسرة ما يحاذيه من غار الحنك ويبقى في الوسط الأمامي فجوة قليلة منها يمر صوت ضئيل. 

شكل مخرج الراء

فالطريق أمام الراء ليس مفتوحًا حتى تكون الراء رخوة؛ ولا مقْفولًا تمام الإقفال حتى تكون الراء شديدة. لذا عُذّ حرقًا بينيًّا.

3- النون

الجريان الجزئي للصوت عند نطق النون والميم بسبب انفتاح الجزء الخيشومي (الغنة) وانغلاق الجزء الفموي منهما.

مخرج النون

مخرج النون نصفان: النون (نصف لساني شديد ونصف خيشومي رخو) فالنصف اللساني ينحبس الصوت فيه خلف اللسان أما الجزء الخيشومي وهو الغنة فيتابع طريقه إلى الخارج لذا عدّها علماؤنا حرقًا بينيّا بين الشدة والرخاوة.

4- الميم

مخرج الميم

مخرج الميم نصفان: الميم (نصف شفوي شديد؛ ونصف خيشومي رخو).

 لذا ينطلق الصوت من الحنجرة فيصل إلى منطقة مغلقة بالشفتين فيتجه الصوت إلى الخيشوم ويتابع طريقه إلى الخارج لذا عدها علماؤنا حرف بينيا.‎ 

5- العين

‏صوت العين يخرج من منطقة وسط الحلق ويكون جريان جزئي للصوت عند نطق العين ‏بسبب رجوع لسان المزمار إلى الخلف وبالتالي يتضيق الحلق. 

صوت العين فيه شيء ‏من الامتداد ولكنه امتداد في مجرى ضيق لذلك عدها العلماء، ومنهم ابن الجزري حرقًا بين الرخاوة والشدة.

قياس أزمنة الحروف الصحيحة

أزمنة الحروف المتحركة

أزمنة الحروف المتحركة: متساوية كيب مهما كان نوع الحرف سواء كان حرقًا شديدًا أم بينيًا أم رخوًا. وتكون أزمنة الحروف المتحركة متساوية ضمن المرتبة الواحدة من مراتب القراءة؛ أي أنَ: (زمن الحرف المفتوح = زمن الحرف المضموم = زمن الحرف المكسور).

ما هي الأخطاء الزمنية التي تقع عند أداء الحروف المتحركة

أخطاء زمنية  تقع عند أداء الحروف المتحركة:

1. تطويل زمن حرف متحرك عن أزمنة ما جاوره من الحروف المتحركة خطأً في القراءة؛ سماه العلماء: التمطيط أو الإدخال؛ وذلك نحو: كنتم تُنطق خطأ (كونثُم).

2. تقصير زمن حرف متحرك عن أزمنة ما جاوره من الحروف المتحركة خطأً في القراءة؛ سماه العلماء: الاختلاس؛ وذلك نحو (يأَْمُرُكُم، خَلَقَكُم، يَعِدُكُم).

أزمنة الحروف الصحيحة الساكنة

أزمنة الحروف الصحيحة الساكنة: تتناسب مع طول جريان الصوت بها «تسْتَبْشِرون».

يترتب على انحباس الصوت وجريانه الجزئي وجريانه التام الزمن فعندما يقول القائل:

• الحرف الشديد الهمزة في (يَأَنُونَ أو يؤْمِنُون) نجد المخرج عند الهمزة قد انقفل (الهمزة أخذت زمئًا معيئًا وزمنها قصير).

•  أما في الحرف البيني لما نقول مثلًا (آلْ) اللام فيها جريان ولكنه ضئيل؛ وعندما نقول (أعْ) صوت العين فيه شيء من الامتداد ولكنه ليس امتدادًا كاملًا.

• أما في الحرف الرخو (أسْ) (أشْ) (أزْ) (أهْ) (أحْ) المخرج مفتوح والصوت يتدفق ويجري وليس أمامه ما يعيق طريقه.

1. زمن الحرف الرّخو أطول من زمن الحرف البيني.

2 زمن الحرف البيني أطول من زمن الحرف الشديد.

3. قياس أزمنة الحروف الصحيحة الساكنة يتناسب مع سرعة القراءة؛ تحقيقًا وتدويرًا وحدرًا.

 وهذا البحث من أهم مباحث التجويد؛ فيجب أن يقرأ القرآن بضبط الأزمنة الصحيحة للحروف فلا يجوز القراءة بالأنغام والمقامات الموسيقية لأن لها أزمنة مخالفة.

ختاما

إن دراسة صفات الحروف عامة، وصفات الشدة والرخاوة والبينية خاصة، تعد من الركائز الأساسية في إتقان التلاوة. فهي تحفظ للقرآن هيبته وروعته الصوتية، وتكفل سلامة الأداء من اللحن. 

وبقدر ما يحرص الطالب على فهم هذه الصفات وتطبيقها في قراءته كما هي في الجزرية، بقدر ما يقترب من تلاوة القرآن تلاوة صحيحة كما أنزل، ويحقق بذلك الغاية العظمى من التجويد وهي: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه على أكمل وجه من مخارج وصفات.