أخر الاخبار

شرح الجزرية 5: باب المقدمة شرح متن الجزرية

 تُعدّ "الجزرية" من أبرز المؤلفات في علم التجويد، حيث تعكس جهود الإمام ابن الجزري في تنظيم وتبسيط قواعد تلاوة القرآن الكريم. وُلد ابن الجزري في القرن الثامن الهجري، وكرّس حياته لدراسة علوم القرآن وتدريسها، مما جعله واحدًا من أعظم علماء القراءات. 

في هذا الكتاب، يقدم ابن الجزري رؤية شاملة لأحكام التجويد، مُسلطًا الضوء على أهمية القراءة الصحيحة للقرآن وكيفية تجويدها.

يتناول الكتاب مواضيع متعددة تشمل مخارج الحروف، صفات الحروف، وأحكام النون الساكنة والتنوين، مما يجعله مرجعًا لا غنى عنه لكل من يسعى إلى تحسين تلاوته.


الجزرية: مرجع التجويد وأحكام تلاوة القرآن الكريم


شرح الجزرية 5: باب المقدمة شرح متن الجزرية



مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ      وَمُقْرِئُ الْقُرْءَانِ مَعْ مُحِبّهِ


محَمَّدٍ


محَمَّدٍ: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وينتهي نسبه إلى عدنان وعدنان من نسل إسماعيل بن إبراهيم بلا خلاف.

ومحمد : هو اسم علم منقول من اسم مفعول المُضَعَفِ (حَمَّدَ) يحمد فهو محمّد للمبالغة، يُقال لمن كثرت خصاله الحميدة: (مُحَمَّد).


وآله


وآله: الآل، وأصلها أهل أو آل فعند الشافعي هم أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف وقيل إنهم أهل بيته الأدنون الذين تحرم عليهم الصدقة، وعشيرته الأقربون. وآل لا تستعمل إلا في الأشراف، فلا يقال آل للعبيد ونحوهم.

أما قوله تعالى: "آل فرعون" فإنَّما قيل لشرفه عند قومه ولتصوره بصورة الأشراف.


وَصَحبه


وَصَحبه: الصحابي، هو كل مسلم لقي النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولو لحظة بعد إسلامه ومات مسلمًا. وزاد بعضهم: من غير أن يتخلل ذلك ردة. وعبر باللقيا وليس بالرؤيا لأن الصحابي قد يكون أعمى.


وَمُقرئ القُرءان


وَمُقرئ القُرءان: هو من عَلِمَ القراءات القرآنية أداء، ورواها مشافهة، بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجيز له أن يُعلم غيره، وجلس للإقراء.

وفي الحديث الصحيح: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

فلهذه الخيرية ناسب عطف (مُقرئ القرآن) على الآل والأصحاب.


مَعْ مُحِبّه


مَعْ مُحِبّه: ورد في الحديث الصحيح " المرء مع من أحب". والهاء:

- قد تكون عائدة للقرآن (أي . محب للقرآن) أو مقرئه.

- وقد تكون عائدة للنبي صلى الله عليه وسلم.


القرآن الكريم هو الكتاب المقدس في الإسلام



القرآن


القرآن: هو كلام الله تعالى المُعْجِز، المنزل على قلب نبينا محمد ﷺ، المتعبد بتلاوته، المكتوب بين دفتي المصحف المنقول إلينا بالتواتر، المُتحدّى بأقصر سورة منه.

خرج منه الحديث القدسي فهو كلام الله تعالى لكنه ليس بمعجز.

المنزل على قلب نبينا محمد ﷺ خرجت التوراة المنزلة على موسى، والإنجيل الذي نزل على عيسى، وخرجت صحف إبراهيم، وخرج الزبور الذي نزل على داوود.

قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٠٠ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ [الشعراء: 193- 194]

وقال جل وعلا: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [المزمل: 5]

المتعبد بتلاوته بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.

المكتوب بين الدفتين أي المحصور بين سورة الفاتحة وسورة الناس.

المنقول إلينا بالتواتر هو النقل المستفيض لخبر من الأخبار، طبقة بعد طبقة، من أول الإسناد إلى آخره، بحيث يُحيلُ العقل اجتماع كل الرواة على الكذب.

فالقرآن العظيم تلقاه رسول الله ﷺ من جبريل عليه السلام ولقنه للصحابة الذين علموه لجيل التابعين، وهذا الجيل علم الجيل الذي بعده، وهكذا طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل،

إلى أن وصل إلى عصرنا هذا تماما كما أنزل على رسول الله ﷺ .

المتحدى بأقصر سورة منه لا هو بالنثر ولا هو بالشعر فهو معجزة باقية لسيدنا محمد ﷺ قُل لَّيْن اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: 88]

ويقول علماء اللغة إنَّ الكلام العربي ثلاثة: قرآن ونثر وشعر.


كيف بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن؟


وقد بلّغ رسول الله ﷺ الأمة القرآن العظيم بطريقين:

1. مكتوبًا (مدونًا) .2 ومنطوقا (النقل الصوتي)

وقد وصلنا القرآن بالطريقتين السابقتين متواترا.


ما هي مراحل تدوين القرآن الكريم؟


مراحل تدوين القرآن الكريم:

1. كتابة كل مقطع فور نزوله بين يدي النبي ﷺ والوحي حاضر.

قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "كنت أكتب الوحي عند رسول الله ﷺ وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس".

2. تفريغ الكتابة السابقة في صحف، زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

3. نسخ عدة مصاحف من الصحف السابقة زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

أرسل عثمان رضي الله عنه مصحفًا من المصاحف السابقة إلى كل مصر من أمصار المسلمين مع قارئ متقن يقرئ الناس.

4. كتابة المسلمين لنسخ لا تحصى من المصاحف السابقة.

5. ظهور مؤلفات تضبط خصائص الكتابة القرآنية (علم رسم المصاحف).


ما هو التدوين الصوتي للقرآن الكريم؟


التدوين الصوتي للقرآن الكريم:

1. نزل جبريل عليه السلام بالقرآن العظيم على قلب النبي ﷺ بألفاظه ومعانيه وكل ما

يتعلق به.

2. تلقى الصحابة الكرام من فم رسول الله ﷺ القرآن وأعادوه أمامه حتى أقرهم عليه.

3. نقل أصحاب رسول الله ﷺ القرآن إلى من بعدهم بالطريقة نفسها وهكذا حتى وصل إلينا.


شرح متن الجزرية البيت الرابع


وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ          فيما على قارِئِهِ أَن يَعْلَمَهْ


وبعد


وبعد: أي بعد البسملة والحمدلة والصلاة.


إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهُ


إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهُ: أي إنَّ المعلومات التجويدية التي حوتها هذه المنظومة هي مقدمة لمن يريد أن يقرأ شيئًا من كتاب الله.

وهذه المنظومة هي قصيدة من بحر الرجز بتكرار "مستفعلن" ست مرات، وقد اختار بحر الرجز لأنه من البحور التي يجوز أن تتعدد فيه القافية عموديًا، أما في البيت الواحد تكون القافية واحدة في الشطرين.

وهي كلها من أولها إلى آخرها سماها ابن الجزري مقدمة لأنها ضمت الأساسيات في علم التجويد. تقرأ بوجهين إما بكسر الدال (مقدمة) وإما بفتح الدال (مقدمة).


فيما على قارئه أن يَعْلَمَهُ


فيما على قارئه أن يَعْلَمَهُ : أي فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه من الأمور المعتبرة في التجويد.

قارئه القارئ هو الذي حَفِظَ القرآن عن ظهر قلب، وهو مُبتدئ ومتوسط ومنته:

1. مبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات.

2 متوسط: من أفرد إلى 4 - 5 روايات.

3. المنتهي: من عرف القراءات أكثرها وأشهرها.


إِذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ قَبلَ الشُّروعِ أَولا أن يَعْلَمُوا


إِذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ قَبلَ الشُّروعِ أَولا أن يَعْلَمُوا:

إذ واجب هذا الوجوب اصطلاحي: بمعنى ما لا بد منه مطلقا، وبمعنى ما يأثم القارئ بتركه إذا أوهم خلل المعنى أو اقتضى تغيير الإعراب أو زاد حرفًا أو أنقص حرفًا، وسيأتي تفصيل ذلك في باب التجويد.


عَلَيهِم


عَلَيهِم: أي على قراء القرآن الكريم.


محتم


محتم أي مفروض وهو تأكيد لواجب.


قَبْلَ الشروع أولا أن يَعْلَمُوا


قَبْلَ الشروع أولا أن يَعْلَمُوا : أي يجب على قراء القرآن الكريم قبل البدء بالقراءة أن يعلموا المسائل التجويدية التي تصح بها قراءتهم، وهي:

1- مخارج الحروف العربية.

2- صفات الحروف العربية.

3- محال الوقف ومحال الابتداء في كتاب الله.

4- العلم ببابين من أبواب علم رسم المصاحف لتعلقهما بتلاوة القرآن الكريم وهما:

أ. باب المقطوع والموصول.

ب. باب ما رسم بالتاء المبسوطة من هاءات التأنيث.


مخارج الحروف والصفاتِ لِيَلْفِظُوا بأفصَحِ اللُّغَاتِ


مخارج الحروف والصفاتِ لِيَلْفِظُوا بأفصَحِ اللُّغَاتِ:

مخارج الحروف والصفاتِ: لابد لنا من تعريف المخرج والحرف والصفة.


مخرج الحرف


مخرج الحرف هو موضع خروج الحرف بواسطة صوت يعتمد على مقطع محقق أو مقدّر.

مثلا (الباء من الشفتين، والشين من وسط اللسان).

الحرف: هو صوت يعتمد على مقطع (مخرج) محقق أو مقدر (وسيأتي تفصيل الحروف العربية لاحقا).


صفة الحرف 


صفة الحرف هيئة خروجه من مخرجه مثلا (الراء مفخمة أو مرققة).


الصوت


الصوت هو تخلخل (اهتزاز) طبقات الهواء تخلخلا تدركه الأذن البشرية.

تدرك الأذن البشرية الأصوات إذا كان اهتزازها من (20) إلى (20,000) ذبذبة في الثانية تقريبًا، فإذا كان الصوت أقل أو أكثر من هذا المستوى، فإن الأذن لا تسمع ذلك الصوت.


كيف تحدث الأصوات في الطبيعة؟


تحدث الأصوات في الطبيعة بطرق عديدة منها:

1. تصادم جسمين كالمطرقة، التصفيق.

2. تباعد جسمين بينهما قوى ترابط ككسر خشبة، أو تمزيق ورق.

3. اهتزاز جسم من الأجسام كالأوتار.

4. احتكاك جسم خشن بآخر كالنشر بالمنشار.


ما هي آلية التصويت البشرية؟


أما آلية التصويت البشرية فتحدث بالطرق الآتية:

1. التصادم

2. التباعد

3. الاهتزاز

أما الاحتكاك فلا طريق له في جهاز النطق البشري.


كيف تحدث الحروف في جهاز النطق الإنساني؟


كيفية حدوث الحروف في جهاز النطق الإنساني:

1. الحرف الساكن يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق (القرع)، فالميم تخرج بالتصادم بين الشفتين.

2. الحرف المتحرك: يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق (القلع)، ويصاحب ذلك مخرج أصل حركته: (مَ) (مُ) (مِ).

3. حروف المد واللين هي الألف والواو والياء السواكن وقبلها حركة من جنسها (الألف الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها)، وتخرج جميعها باهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة.


لِيَلْفِظُوا


لِيَلْفِظُوا: وفي نسخة لينطقوا.


بأفصح اللغات


بأفصح اللغات: الفصاحة: هي البيان والوضوح، والفصاحة نوعان:

1- فصاحة بمعنى وضوح في النطق.

2- فصاحة بمعنى أن اللغة العربية لغة غنيّة بالمفردات وغنيّة بالمترادفات وغنية أيضا بالكلمات التي بينها فروق ضئيلة بالمعاني.

اللغات جمع لغة، وهي الألفاظ الموضوعة لمعنى.


مُحَرِّري التجويدِ والمَوَاقِفِ وَمَا الَّذِي رُسِم فِي الْمَصَاحِفِ


مُحَرِّري التجويدِ والمَوَاقِفِ وَمَا الَّذِي رُسِم فِي الْمَصَاحِفِ:

محرري إعرابها حال. أي يجب عليهم أن يعلموا ذلك حالة كونهم محررين لعلم التجويد ومبينين له. والتحرير هو التحقيق للشيء والإمعان فيه.

التجويد لغة: التحسين جود ، يجود حسن، يحسن.

اصطلاحا: هو علم يعرف به النطق الصحيح للحروف العربية وذلك بمعرفة مخارجها وصفاتها الذاتية والعرضية وما ينشأ عنها من أحكام.

ويقال بأن التجويد هو تلاوة القرآن الكريم بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه (إن وجد).

وحق الحرف: إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح مع صفاته اللازمة من همس وجهر وشدة...

أما مستحق الحرف ما يترتب على حق الحرف. كقولنا : التفخيم مستحق الاستعلاء والترقيق مستحق الاستفال وليس بالضرورة أن يكون لكل حق مستحق.

والمواقف أي محال الوقف ومحال الابتداء في كتاب الله.

وَمَا الَّذِي رُسِم فِي المَصَاحِفِ: وما الذي ما زائدة مؤكدة بمعنى الذي؛ ورُسِم بمعنى

كُتِبَ. أي لابد من مراعاة الرسم العثماني الذي في المصاحف العثمانية. ورسم المصحف توقيفي وليس توفيقيًا.


مِن كُلِّ مَقطُوعٍ وَمَوصُولٍ بِمَا وَتَاءِ أُنثَى لَم تَكُن تُكتَبْ بِهَا


مِن كُلِّ مَقطُوعٍ وَمَوصُولٍ بِمَا وَتَاءِ أُنثَى لَم تَكُن تُكتَبْ بِهَا:

أي لازم على قارئ القرآن أن يكون عارفًا ببابين من أبواب رسم المصاحف تبعا لرسم

مصحف الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك لتعلقهما بتلاوة القرآن الكريم وهما:

1. باب المقطوع والموصول. مثال: (من (ما) المقطوعة ، كتبت أحيانًا موصولة (مما).

2 باب ما رسم بالتاء المبسوطة من هاءات التأنيث. مثال: كلمة (رحمة) كتبت أحيانًا بالتاء المبسوطة (رحمت).


بها


بها أي في المصاحف العثمانية.


وتاء أنثى لم تكن تكتب بـ "ها"


وتاء أنثى لم تكن تكتب بـ "ها": (بِـ ها أصلها بهاء أي لم تكتب بـ هاء بل كتبت بـتاء.


ملاحظة: وقف الناظم على بـ" ها " من غير همزة، والأصل أن تكون بـ "هاء" (أي مع وجود الهمزة في آخر الكلمة)، وهو ما يسميه العلماء "الوقف بالقصر" بعد الإبدال، كما في أحد أوجه الوقف عند حمزة وهشام، رحمهما الله، مثال: "إنما يخشى الله من عباده العلما"، فعند الوقف على كلمة (العلماء) لا تثبت الهمزة أما عند الوصل تثبت.


ختاما



الباب الأول من مقدمة "الجزرية" للإمام ابن الجزري يُعرف بمقدمة الكتاب، حيث يضع الأسس التي يستند إليها في شرح علم التجويد.

يبدأ ابن الجزري بتعريف أهمية القرآن الكريم وفضل تلاوته، مشيرًا إلى أن القراءة الصحيحة تُعتبر عبادة تقرب المسلم إلى الله.
في هذا الباب، يُبرز ابن الجزري أهمية التجويد كعلم يُعنى بكيفية نطق الحروف وتطبيق قواعد القراءة السليمة. يوضح أن التجويد ليس مجرد أسلوب بل هو ضرورة لفهم معاني القرآن وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على المعاني.

كما يتناول في المقدمة بعض القواعد الأساسية التي يجب على القارئ معرفتها، مثل مخارج الحروف وصفاتها، مما يمهد الطريق لفهم الأبواب التالية من الكتاب. يُعبر ابن الجزري عن شغفه بعلم التجويد ورغبته في نشره، مما يعكس حرصه على تعليم المسلمين كيفية تلاوة كتاب الله بشكل صحيح.

تُعتبر مقدمة "الجزرية" بمثابة دعوة للقراء والمقرئين للالتزام بتعلم التجويد، وهي تمهيد مهم لفهم باقي محتويات الكتاب.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -