يُعَدّ الوقف والابتداء من أهم مباحث علم التجويد، إذ بهما يتحقق حسن الأداء، ويُفهم معنى الآيات على الوجه الصحيح. فقد اهتم العلماء قديماً وحديثاً بضبط قواعد الوقف والابتداء حتى لا يُخلّ القارئ بالمعنى أو يغيّر دلالة النص القرآني.
وفي متن الجزرية، أفرد الإمام ابن الجزري – رحمه الله – باباً خاصاً لشرح هذه القواعد، مما يدل على مكانتها في علم التجويد وأثرها في تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة.
شرح متن الجزرية: باب الوقف والابتداء وأهميته في تجويد القرآن الكريم
الوقف والابتداء بحث من أهم الأبحاث؛ لأنه الشطر الثاني الذي يحمي النص القرآني. فالنص القرآني يتألف من سور، والسور تتألف من آيات؛ والآيات تتألف من جمل؛ والجمل تتألف من كلمات؛ والكلمات تتألف من حروف؛ فالحرف هو أصغر وحدة في بناء الصرح القرآني العظيم.
علم التجويد حمى لنا حروف القرآن من أن تتحرف أو أن تتغير فيتغير المعنى بتغير المبنى. وعلم الوقف والابتداء صان لنا النص القرآني؛ فبسوء الوقف وسوء الابتداء قد يتغير المعنى، فهو أحد الحراس الأمناء على كتاب الله تعالى من التحريف.
علم الوقف والابتداء
علم الوقف والابتداء: هو علم بقواعد يعرف بها محال الوقف ومحال الابتداء في القرآن الكريم؛ ما يصح منها وما لا يصح.
ما هي فائدة الوقف والابتداء؟
فائدته: صون النص القرآني من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها فَيَفْسْدَ المبنى ويتغير المعنى؛ وكذا صيانته عن تقطيع المعاني المترابطة.
الأدلة على أهمية علم الوقف والابتداء
روي عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قوله: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليُؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبي فنتعلم حلالها وحرامها، وأمرها وزجرها؛ وما ينبغي أن يوقف عنده.
وروي أن وفدًا قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلنًا إسلامه فتقدم خطيبهم قائلًا: "من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما" ووقف؛ يريد أن يكمل "فقد غوى". فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قم بئس الخطيب أنت؛ قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى".
ولقي أبو بكر رضي الله عنه؛ أعرابيًا فقال له: أتبيعني هذا؟ قال الأعرابي: لا يرحمك الله فقال أبو بكر؛ رضي الله عنه: ألا تحسن أن تقول: لا ويرحمك الله. يقصد تفصل بينهما.
وقد اشترط كثير من الأئمة على المجيز ألا يجيز أحدًا إلا بعد معرفة أحكام الوقف والابتداء.
علم الوقف والابتداء مبني على أمرين
أولًا: الإعراب؛ ثانيًا: فهم المعنى والعلم بهذين الأمرين يصعب على الكثيرين لذلك وضع علماؤنا علامات للوقف إن اتبعناها لن نغير معنى ولن نسيء وققًا أو ابتداءً.
قال الناظم؛ رحمه الله:
يشير الناظم اين الجزري إلى أن تعلم الوقف والابتداء لا يقل أهمية عن تعلم علم التجويد أو بحث المخارج والصفات فقال: لا بد ولم يقل الأفضل أو الأكمل لك معرفة الوقف, فقد بقي عليك مهمة صون جمل القرآن الكريم من أن تبتر كلمة من جملة فتلحق بأخرى.
وقد جاء في تفسير الترتيل؛ قول علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "الترتيل تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف".
الوقف؛ لغة
الوقف؛ لغة: الكف.
اصطلاحًا
واصطلاحًا: قطع الصوت على كلمة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادةً؛ بنية استئناف القراءة.
وسيأتي الحديث عن الابتداء لاحقًا في موضعه.
وهي تقسم إذن ثلاثةً
وهي تقسم إذن ثلاثةً: أصل الكلام فيها: أن الوقف والابتداء كل منهما ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
إعراب كلمة (ثلاثة)
فإعراب كلمة (ثلاثة): اسم منصوب بنزع الخافض (أي بحذف حرف الجر).
فما هذه الثلاثة؟
لبيان هذه الوقوف الثلاثة التي يعنيها ابن الجزري لا بد من التفصيل التالي:
ينقسم الوقف إلى أربعة أنواع:
- الوقف الاضطراري: أي بسبب انقطاع نفس، أو سعال، أو عطاس ولا يلام صاحبه.
- الوقف الاختياري: وهو ما عناه ابن الجزري؛ وهو محل حديثنا.
- الوقف الاختباري: وهو الوقف على كلمة قرآنية ليست محلًا للوقف غالبًا، وذلك في مقام الاختبار والتعليم لبيان حكم الموقوف عليها من حيث الحذف والإثبات؛ أو القطع والوصل، أو التاءات المبسوطة من هاءات التأنيث.
- الوقف الانتظاري: ويكون عند الجمع بين القراءات.
أنواع الوقف
شرح المتن
وَهْي
وَهْي: أي الأنواع الثلاثة (التام والكافي والحسن) وَهْيّ بسكون الهاء لهجة عند بعض القبائل العربية؛ فإذا سبقت "هي" بواو أو فاء أو لام سكّنوا الهاء؛ وقد نزل بها القرآن الكريم.
وهي لما تم
وهي لما تم: أي ما تم معناه فالقاسم المشترك بين الأنواع الثلاثة للوقف الاختياري الجائز هو أن كلا منها يعطي معنى تامًا.
ما معنى (معنًى تامًّا)؟
أي أتى فيه ركنا الجملة؛ فالجمل في اللغة العربية نوعان: إما فعلية وركناها الفعل والفاعل أو اسمية وركناها المبتدأ والخبر؛ وما عدا ذلك مما يأتي في الجملة كالجار والمجرور والتمييز والعدد والتوكيد والعطف كلها فضلة وتكملة؛ القاسم المشترك بين هذه الوقوف الثلاثة مجيء الفعل والفاعل أو المبتدأ والخبر.
فإن لم يوجد
فإن لم يوجد: هذه الفاء تسمى (فاء التفريع) ذكر كلامًا مجملًا ثم بدأ بالتفصيل ومنه قوله تعالى:
فإن لم يوجد تعلق
فإن لم يوجد تعلق: أي لم يوجد تعلق لفظي أو معنوي (التام).
أو كان معنى
أو كان معنى: أي كان التعلق معنويًا لا لفظيًا (الكافي).
فابتدي
فابتدي: أي فقف وابتدئ بما بعده.
فالتام
فالتام: أي سمّ الأول التام (فإن لم يوجد تعلق).
فالكافي
فالكافي: أي سمِّ الثاني الكافي (أو كان معنى) أي أن التعلق معنوي فقط.
ولفظا فامنعن
ولفظا فامنعن: أي إذا كان التعلق لفظيًا ومعنويًا فيمتنع الابتداء بما بعده؛ (إذا كان هناك تعلق لفظي فمن باب أولى أن يكون هناك تعلق معنوي). ويقصد به الوقف الحسن.
إلا رؤوس الآي جوز فالحسن
إلا رؤوس الآي جوز فالحسن: إلا أن يكون رأس آية فلك أن تبتدئ بما بعده وهو الوقف الحسن المسنون.
تنبيه
وَغَيْرُ ما ثم فَبِيحٌ وَلَه الْوَقْفُ مُضْطرًّا وَيَبْدَا قَبْلَهُ
وغير ما تم قبيح
وغير ما تم قبيح: أي وغير ما تم معناه (التمام اللغوي) قبيح؛ أي جاء الفعل ولم يأت الفاعل أو جاء المبتدأ ولم يأت الخبر. وهنا يقصد الناظم الوقف الاختياري غير الجائز وهو ما سماه علماؤنا (الوقف القبيح).
وله الوقف مضطرا ويبدا قبله
وله الوقف مضطرا ويبدا قبله: أي إذا اضطر القارئ أن يقف وقْفًا قبيحًا (غير تام) فإن عليه أن يبدأ قبله بما يصح به البدء؛ (إذا وقف مضطرًا أعاد).
وَليِسَ في القرآنٍ مِنْ وَقَفٍ يجِبْ وَلا حَرَامٌ غَيْرُ ما لَهُ سَبَبْ
ليس في القرآن العظيم وقف واجب شرعًا أو حرام شرعا إلا ما تعمد القارئ به إفساد المعنى. يجوز في كلمة (حرام) الرفع والجر، ويجوز في كلمة (غير) الرفع والنصب والجر؛ ونوضح ذلك بالإعراب التالي:
من
من: حرف جر زائد.
ما معنى زائد؟
يعني لو حذف من الكلام يبقى المعنى سليمًا مستقيمًا، فلو قلت: ليس في القرآن وقف واجب يبقى الكلام صحيحًا. ومنه قوله تعالى:
[ آل عمران: 154]
مِن
(مِن): هنا حرف جر زائد لكنها تفيد جزء المعنى ولو شيء بسيط. أما نحو قولنا: ذهب زيد إلى المدرسة لو حذفنا حرف الجر فلن يبقى المعنى صحيحًا فإلى هنا ليست زائدة.
وقف
وقف: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه اسم ليس.
ولا حرامٌُ
ولا حرامٌُ: عطف على المحل.
غيرُ
غيرُ: صفة لحرام.
ولا حرام
ولا حرام : عطف على اللفظ.
يصح أن نعطف على اللفظ فنقول: ولا حرامٍ بالجر، ويصح أن نعطف على المحل فنقول: ولا حرامٌ بالرفع.
فإن كانت حرام مرفوعة نقول: غيرُ ولو كانت حرام. مجرورة فيصح أن نقول غيرِ (صفة لحرام)؛ ويصح أن نقول غيرَ (مستثنى).
قاعدتان في الوقف
الوقف الاختياري
فيما يلي يأتي تفصيل الكلام عن الوقف الاختياري:
أولًا: الوقف الاختياري الجائز
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. الوقف التام
تعريف الوقف التام
1. الوقف التام: هو الوقف على كلمة قرآنية ليس بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي (إعرابي) ولا معنوي (أي من جهة المعنى).
حكمه
حكمه: يوقف عليه وَيُتدَأُ بما بعده.
- هذا الوقف أكثر ما يوجد في رؤوس الآي وعند انقضاء القصص؛ نحو قوله تعالى:
- تجدر الإشارة إلى أن كل آخر سورة في القرآن وقف تام؛ لأن كل كلمة آخر السورة ليس بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي أو معنوي؛ فعلى الأقل يوجد في القرآن 114 وقْفًا تامًا.
2. الوقف الكافي
تعريف الوقف الكافي
2. الوقف الكافي: هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق معنوي لا لفظي
حكمه
حكمه: يوقف عليه ويُتداً بما بعده.
تنبيه
- ويجدر التنبيه هنا إلى وقف الازدواج؛ فيوصل ما يوقف على نظيره (في الوقف الكافي) لشدة التعلق المعنوي مما يعطي معنى تامّا، وانقطع تعلقه بما بعده لفظًا وذلك من أجل ازدواجه فيراعى الوصل؛ نحو:
أي الوقف هنا كاف ولكن الوصل أولى لازدواجه؛ ولشدة التعلق في المعنى.
3. الوقف الحسن
تعريف الوقف الحسن
3. الوقف الحسن: هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي، إلا أن الوقف عليها يعطي معنَّى تامًا.
حكمه
حكمه: يوقف عليه ولا يبتدأ بما بعده؛ إلا أن يكون رأس آية.
فما عرفت محال الآيات (رؤوس الآيات) إلا بوقف النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا هو الوقف الحسن المسنون.
الوقف اللازم (وقف البيان)
تعريف الوقف اللازم (وقف البيان)
الوقف اللازم (وقف البيان): وهو الوقف على كلمة قرآنية لو وصلت بما بعدها لتوهم السامع خلاف المقصود.
حكمه
حكمه: يلزم الوقف عليه ويلزم الابتداء بما بعده.
قال ابن الجزري في النشر: "من الأوقاف ما يتأكد استحبابه لبيان المعنى المقصود؛ وهو ما لو وصل طرفاه لأوهم معنى غير المراد؛ وهذا هو الذي اصطلح عليه السجاوندي (لازم) ...
ويجيء هذا في قسم التام والكافي؛ وريما يجيء في الحسن".
علامته
علامته: وضع ميم أفقية صغيرة
على الكلمة التي يلزم الوقف عليها.
ثانيًا: الوقف الاختياري غير الجائز (القبيح)
تعريف الوقف الاختياري غير الجائز (القبيح)
تعريفه: هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي، والوقف عليها يعطي معنّى ناقصًا أو خاطئًا.
فلا يُتَعَمَد الوقف عليه؛ فإن وقف عليه مضطرا أعاد.
الوقف القبيح له أربع صور
1. الوقف على كلام لا يفهم منه معنى
1. الوقف على كلام لا يفهم منه معنى لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنى (قبيح):
وقف قبيح؛ لأنه لم يتم المعنى.
2 الوقف على كلام يوهم المعنى
2 الوقف على كلام يوهم معنى غير ما أراده الله تعالى (أقبح):
3. الوقف على كلمة توهم معنى لا يليق
3. الوقف على كلمة توهم معنى لا يليق بالله تعالى؛ أو يفهم منه معنى يخالف العقيدة (أشد قبحًا):
- وكلما كان الوقف القبيح يتعلق بالله عز وجل كان أقبح من غيره.
4. الوقف التعسفي
4. الوقف التعسفي: هو ما يتكلفه بعض القراء من الوقوف الشاذة التي لا تجوز نظرًا لإيهام خلاف المعنى المراد؛ كالوقف على كلمة (يِحْلِفُونَ) ثم الابتداء بكلمة (بالله) من قوله:
أوجه الشبه والاختلاف بين الوقف الحسن والوقف القبيح
قواعد عامة
علامات الوقف في المصحف
الابتداء
قال الناظم رحمه الله:
الابتداء
الابتداء: هو الشق الثاني من هذا العلم فكما أن الإنسان إذا وقف؛ عليه أن يقف وقفا لا يؤثر على المعنى الذي أراده الله عزّ وجل، كذلك إذا بدأ، عليه ألا يبدأ بدءًا يكون فيه غموض أو معنى غير مراد، أو يقلب المعنى.
أقسام الابتداء الاختباري الابتداء الاختياري
قسم علماؤنا الابتداء إلى قسمين الابتداء الاختباري والابتداء الاختياري.
عند الحديث عن الوقف قلنا إن الوقف إما أن يكون: اختياريا، أو اختباريا، أو اضطراريا؛
أما في الابتداء فلا أحد يبدا مضطرًا.
أولا: البدء الاختباري
أولا: البدء الاختباري: عند اختبار الشيخ لطلابه في كيفية البدء بكلمة قرآنية.
ثانيًا: البدء الاختياري
ثانيًا: البدء الاختياري: ينقسم إلى: ابتداء حقيقي وابتداء إضافي.
الابتداء الحقيقي
- الابتداء الحقيقي: يقع في أول التلاوة أي لم يسبقه تلاوة سواء في الصلاة كأن يصلي إمامًا فأنهى الفاتحة وأراد أن يبدأ، أو أن يكون في مجلس فبداً بالتلاوة.
- إذن البدء الحقيقي يقع في أول التلاوة سواء في الصلاة أو غيرها.
- وينقسم الابتداء الحقيقي إلى: جائز (تام) وغير جائز.
البدء الحقيقي الجائز التام
- البدء الحقيقي الجائز التام: أن يبدأ بآية مستقلة بالمعنى عما سبقها فلا بد أن يبدأ من موضوع متكامل. كقوله سبحانه
قاعدة
قاعدة: بداية السور كلها بدء حقيقي جائز تام.
البدء الحقيقي غير الجائز
البدء الحقيقي غير الجائز: وهو البدء من وسط موضوع يجعل السامع لا يفهم أول الكلام أو يجعل السامعين لا يفهمون المراد.
الابتداء الإضافي
الابتداء الإضافي: هو ابتداء تسبقه تلاوة؛ فهو بدء لكن بالإضافة إلى غيره كأن يقرأ ثم يقف للراحة أو للتنفس.
تنبيه
يصح في البدء الإضافي ما لا يصح في البدء الحقيقي.
أقسام الابتداء الإضافي
ينقسم الابتداء الإضافي إلى جائز وغير جائز
البدء الإضافي الجائز
فكما أن الوقف تام؛ وكاف؛ وحسن؛ كذلك البدء تام؛ وكاف؛ وحسن؛ والمقصود به البدء الإضافي؛ أما الحقيقي فلا يكون إلا في البدء التام فقط والذي لا تسبقه تلاوة.
1. البدء التام (الإضافي)
2. البدء الكافي (الإضافي)
2. البدء الكافي (الإضافي): هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق معنوي لا لفظي.
لذلك نقول يصح البدء الكافي عند البدء الإضافي ولا يصح عند البدء الحقيقي.
توضيح
توضيح: البدء الحقيقي لا بد أن يكون بموضوع متكامل. أما البدء بموضوع من وسطه لكن بجملة كاملة لا تعلق لها من حيث الإعراب يصح في البدء الإضافي ولا يصح في البدء الحقيقي.
3. البدء الحسن (الإضافي)
3. البدء الحسن (الإضافي): هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنويٌ ولا يصح إلا على رؤوس الآي إذا ابثدئ بها ابتداءً إضافيًا، نحو:
البدء القبيح (الإضافي غير الجائز)
البدء القبيح (الإضافي غير الجائز): هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنوي في غير رؤوس الآي.
بماذا يحسن البدء؟
يحسن البدء بما يلى:
متممات الوقف
من متممات الوقف؛ الحديث عن السكت والقطع.
لحفص من طريق الشاطبية أربع سكتات واجبة وسكتتان جائزتان:
السكتات الواجبة عند حفص من طريق الشاطبية:
ولم يسكت عل هذه المواضع إلا حفص.
السكتتان الجائزتان
تنبيه
1 إذا وصل القارئ، آخر سورة بأول سورة براءة فهناك حالتان:
أ- أن تكون السورة الأولى الأنفال أو أي سورة قبل سورة التوبة في ترتيب المصحف؛ فيجوز للقارئ ثلاثة أوجه وهي الوقف والسكت والوصل بدون بسملة.
ب إذا كانت السورة الأولى بعد سورة براءة في ترتيب المصحف؛ وإذا كرر القارئ سورة براءة فيجوز وجه واحد وهو الوقف من دون البسملة ويمتنع الوصل والسكت.
2. بين الآيتين [29-28] من سورة الحاقة:
ليس على القارئ مراعاة الأرباع والأحزاب والأجزاء
ختاما
خلاصة القول أن الوقف والابتداء ليسا مجرد مهارة صوتية، بل علم دقيق يحفظ للقرآن معناه ويُظهر إعجازه. ومن خلال ما ورد في متن الجزرية، يتبيّن لنا أن القارئ المتمكن هو الذي يحسن معرفة مواضع الوقف والابتداء.
فيقف حيث ينبغي، ويبتدئ بما يحسن البدء به، ليؤدي كلام الله تعالى حق الأداء، ويصل المعنى إلى المستمعين صافياً واضحاً.
شرفنا بوضع تعليقك هنا، وعند أي استفسار سيتم الرد عليك بأسرع وقت ممكن بإذن الله.