يُعد علم التجويد من العلوم الدقيقة التي اهتم بها العلماء للحفاظ على أصوات الحروف العربية وأدائها الصحيح، ومن بين الصفات التي بحثوها ما يُعرف بـ "الإذلاق والإصمات".
وهما صفتان ليستا من أجل تحسين الأداء الصوتي المباشر كالتفخيم أو الترقيق، بل جاءتا لأغراض لغوية دقيقة تتعلق بتمييز فصاحة الألفاظ العربية وخصائصها.
وقد أولى علماء العربية والقراءات عناية خاصة بهما، لما لهما من أثر في معرفة خفة بعض الحروف وثقل غيرها، وكذلك في تحديد ما هو أصيل من كلام العرب وما هو دخيل أو مولّد.
5- الإذلاق والإصمات
مجموعة حروف (فَرَّ مِنْ لُبِّ) هذه الحروف الستة هي الحروف المُذْلَقَة؛ وهي صفة من علم الصرف وليس لها أثر في النطق؛ ولعلَ الإمام الجزري ذكرها ليكون عدد صفات الحروف 17 كالعدد الذي اختاره للمخارج وهو 17 مخرجًا.
فر مِن لَُبِّ
فر مِن لَُبِّ: أصلها فرّ من ذي لب: أي هرب الجاهل من العاقل.
الحروف المذلقة
الحروف المذلقة: ذلق الشيء: طرفه (يعني الحروف الطرفية).
الإذلاق
لغة
لغة: الفصاحة والسرعة والطرف والحدّة.
اصطلاحًا
اصطلاحًا: سرعة النطق بالحرف وخفته؛ وذلك لخروج بعضها من ذلق اللسان (طرفه)، (ر، ن، ل) وبعضها من ذلق الشفة (طرف الشفة أو الشفتين) (ف، م، ب).
الإصمات
الإصمات ضد الإذلاق.
لغة
لغة: المنع والكف.
اصطلاحًا
اصطلاحًا: ثقل الحرف وعدم سرعة النطق به.
حروف الإصمات
وحروف الإصمات هي الباقية بعد حروف الإذلاق.
لمادا سميت حروف الإذلاق؟
- سميت حروفه بذلك لأنها ممنوعة من انفرادها في كلمة رباعية أو خماسية الأصول فإن وُجِدَ دلك دلَّ على أعجمية تلك الكلمة، مثل (عَسْجَدْ) اسم للدهب، بوزن فعلَل.
- وهاتان الصفتان من علم الصرف؛ وليس لهما أثر في النطق.
ختاما
خلاصة القول أن الإذلاق والإصمات صفتان مكملتان لمعرفة خصائص الحروف العربية، وإن لم يكن لهما أثر مباشر في تحسين تلاوة القرآن، إلا أنهما يكشفان عن دقة علماء العربية في دراسة الأصوات وخصائصها.
فمن خلالهما ندرك أن العربية بُنيت على نظام صوتي محكم يوازن بين الخفة والثقل في الكلمات، بالمخارج والصفات، ليظل اللسان العربي ميسور النطق فصيح الأداء.
شرفنا بوضع تعليقك هنا، وعند أي استفسار سيتم الرد عليك بأسرع وقت ممكن بإذن الله.