أخر الاخبار

الحافز الداخلي أقوى دافع لتختم المُصحف

الحافز الداخلي لتختم المُصحف أكبر نِعمة، لتستمتع بالنهاية السعيدة وهي لذة وحلاوة الختمة في الدنيا، والتمتع بصُحبة القرآن يوم القيامة.

قبل أن تبدأ القراءة، اجلس في مكان هادئ، وتخيل أنك أنت البطل.

صعود الجبل

  • بينما كنت أمشي كعادتي كل صباح، لمحت طريقًا جانبيًا صغيرًا، فقررتُ أن أمشي فيه، لعلي أكتشف مكانًا جديدًا، ولأُغير المنظر المألوف.
  • فعلا مشيت وحدي، وتخلصت من كل الضوضاء، إنه مكان هادئ، أسمع زقزقة العصافير، وأنا أسير وجدت جبلا ضخمًا، ينبع منه جدول مياه صافية تسيل على سفحه.
  • جذبني سجر المكان وأنا أمشي وأدور حول الجبل لأكتشفه من الناحية الأخرى، وجدت ممرا فقررت أن أسلكه، ها أنا ذا أصعد الجبل وأستمتع بالمنظر الجميل من فوق.
  • نال مني التعب، أنا أتنفس بعمق لأسترد أنفاسي، أتنفس بعمق وأمشي ببطء، أمشي لأصل للجانب الآخر من الجبل وأصعد لأرى المنظر من فوق.

السقوط

أجد مشقة في الصعود، أتنفس بعمق وأمشي ببطء، راودني إحساس بالتعب، نظرت لأسفل فإذا بالسفح بعيد جدًا، نظرت للأعلى والقمة لازالت مجرد نقطة صعبة المنال.

أرى النزول صعبًا والصعود صعبًا، انهارت قواي وغبت عن الوعي، وشعرت ببرودة، وسقطتُ في حفرة مُظلمة.

هل متُّ؟

استيقظت لأجد نفسي في حفرة مُظلمة، أتحسسُ التراب، أنا وحيد وهذا قبري، كانت نهاية الدنيا مع سقوطي، لقد متُّ ودفنوني.

أنا وحدي في القبر، كيف ألقى الله؟ ما هو مصيري؟ أسئلة كثيرة تبادرت لذهني.

الرجل الشاحب

  1. وسط الظلام الحالك، جاء نور نحوي وصار النور يكبر ويكبر، حتى اقترب مني، فإذا به رجل شاحب جدا، نوره أضاء قبري، وآنس وحدتي وأزال وحشة المكان.
  2. سمعتُ سُؤالًا: من ربك؟ من هو رسولك؟ ما هو دينك؟
  3. تسارعت نبضات قلبي، ونسيت حتى اسمي، وهناك من يُحاول أن يأخذني معه، لكن الرجل الشاحب يقف بجانبي، ويُدافع عني ويأبى أن يتركني.
  4. وقال: لا تخف، خوفك سيقتلك، فقط أجب على الأسئلة، وأنا معك، أنا رفيقك وصديقك.
  5. وصار يُشجعني على الجواب، ويُساعدني ويقول: أنا القرآن، الذي كنت تسهر لتحفظه والناس نيام، أنا القرآن الذي كنت تقرؤه وتراجعه لتحفظه.

أنا القرآن وسأبقى معك حتى تدخل الجنة

  • الرجل الشاحب راح يفرش لي الأرض، يا سلام! بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، يا سلام! ألبسني تاجًا من الوقار، وقال: أنت في البرزخ.
  • أنت تاجرت مع الله، تجارة رائجة لن تبور، أعطيت المُصحف من وقتك، اجتهدت وحفظته، وجاهدت نفسك على قيام الليل وقمت فجرًا لتحفظه، وكل ذلك لوجه الله.
  • وتزيد وتزيد في الاجتهاد، حتى بارك الله لك، وختمت المُصحف واليوم تأخذ الأجر.
  • أعطاني ربي تاج الوقار على رأسي، والملائكة تُحضر والدي لتضع لهما تاج الكرامة بفضل القرآن الذي حفظته، بينما الناس يفرون من بعضهم، والكل يهرب.
  • ويُقال لك: اقرأ وارتقي بكل آية، بكل حرف، وتصعد الدرجات، هنيئًا لك، هنيئًا لك، لقد فزت، هذه نتيجة عملك ونتيجة حفظك، هنيئًا لك.

عن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي "صلى الله عليه وسلم" يقول:

" َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا. فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا."

يا نفس فاز الصالحون بالتُّقى، يا حُسنهم ونورهم يفوق نور الأنجم، عيشهم طاب بالقرآن، قلوبهم تشبعت بالدكر، هنيئُا لهم.

اغتنم الفرصة

أيها القارئ استيقظ واستدرك ما بقي لك، واغتنم الفرصة، ها أنت في بداية الطريق، تخيل أن الله أعادك وأعطاك فُرصة جديدة لتتوقف وتحفظ، استغل الوضع واحفظ.

الآن تستيقظ ببطء، تتنفس بعمق، وتجد الفرصة باقية، إن شاء الله تحفظ وتلتزم بالحفظ وتستمتع بختم القرآن وتفوز بتاج الوقار، ونُتوج والديك بتاج الكرامة وهذا اقوى حافز.

ختاما

أسأل الله تعالى أن يصل كلامي لقلبك، ويُساعدك على ختم المُصحف، الصاحب الوفي في الدنيا وينتقل معك للقبر ويرقى بك للدرجات العليا من الجنة، أتمنى أن يُوفقك الله، ويرزقك فضل مُصاحبة المُصحف.

اللهم اختم بالحسنات أعمالنا والحمد لله رب العالمين، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد واغفر لنا وارحمنا، وتجاوز عنا يا أرحم الراحمين.

وأدخلنا الجنة مع القرآن، واجعل القرآن ربيع قلوبنا يا أرحم الراحمين، ومتعنا بصُحبة القرآن يا كريم. 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -