تخيل أن تُصاحب القرآن، ويصبح أنيسك ورفيقك، ويرفعك الدرجات العليا فتكون من أهل الله وخاصته، وتحُفك بركاته، فأنت تعرف:
"ما زاحم القرآن شيئًا إلا باركه".
فتحصل على بركة في الوقت والمال والرزق، وتنال الأجر في الدنيا والآخرة، تجده نورا بجانبك، وتستطيع أن تُتوج والديك بتاج الكرامة، فقط تخيل المنظر واستمتع بقربه.
الآن تخيل أنك تعرفت لصديق وعرفت اسمه، وظيفته وسنه، لكنك بعدها خرجت معه، واكتشفت مميزاته وكيف تتعاون معه وتستفيدا من بعضكما، وعرفت تفاصيل شخصيته، بالتأكيد ستحب القرب منه أكثر.
ولله المثل الأعلى، تخيل أنك تصاحب القرآن، تستمتع بلذة قربه، وتتحول من قراءة القرآن بشكل سطحي لقراءته بالتفاصيل، بتدبر وتعيش مع تفاصيل الآيات وبشكل ذاتي تماما، فهذه الخطوات ستساعدك على الاقتراب من هذه السورة.
أولا: كيف تصاحب سورة؟
- اختر سورة من المصحف تريد أن تصاحبها، بحيث تحصل على علاقة مُختلفة تماما عن قبل مصاحبتها، فتنتقل من علاقة الصحبة العامة لعلاقة الصُحبة الخاصة.
- احفظها، وأقرأها كثيرا، فتكرار سماعها واستحضار ذهنك، وقراءتها يزيد من قربك منها.
- صل بالسورة التي تنوي مُصاحبتها، خصوصا في الليل إن استطعت أن تقوم بها الليل.
- أشعر أنها جزء من كيانك، واستشعر معانيها.
- استشهد بآياتها في قولك.
- التركيز في معانيها، وتُخلي نفسك خالية، وتُزيل كل المشاغل التي تملأ قلبك لتصل للمعاني الحقيقية، فتجد مكانا تستقر فيه.
- تعامل مع القرآن بدون لهو، واجمع بين النفس والعقل، بحيث تستشعرها بقلبك وتتدبرها بعقلك.
- اسأل عما يُثير انتباهك فيها، وابحث عن الأجوبة في كتب التفسير.
- ارتقي بقلبك من مجرد القراءة للاستشعار وتذوق حلاوتها.
- تخلص من الهموم التي تُؤرقك، لتحس به.
- هيئ نفسك واستغفر كلما تُهت، لتستشعر بدفعة إيجابية، وتتخيل نفسك في المشاهد التي تُمثلها الآيات.
ثانيا: اقرأ التفاسير
نعم ليس تفسيرا واحدا، إنما العديد منها، لتتشبع بآراء مُختلفة، ولتصلك معانيها، فتصل للمعنى المخفي، وتُوسع مداركك، وتجد كل المعاني للمفردات.
وبعدها تتدبر بقلبك وعقلك لتفهم أنت الآيات، وتصل لمعاني إيمانية، وتعيش معها، فالقرآن يستحق أن تُنفق عمرك في فهمه، ومُدارسته، لتفهم الآية وتصل للسورة.
ثالثا: ترفع إيمانك
يرتفع الإيمان بالتطبيق، فتخيل أنك قرأت السورة، سمعتها بصوت المقرئ الذي تُحبه وحفظتها وقمت الليل بها، والآن تستعملها كبعض من كلامك، وتُطبق أوامرها ونواهيها، وقرأت تفسيرها وأنت تُكررها في كل وقت.
الآن أنت تستشهد بآياتها، وتخيل علاقتك بها بعد كل هذا، قارن علاقتك بهذه السورة قبل كل هذا وبعده، الآن أنت بحول الله قربت من الله، ومن الممكن جدا أن تجد أنت معاني وتستشعر أشياء جديدة فتُتحفنا بها.
من الممكن جدا أن تكون همتك عالية، فتستطيع أن تُنتج درسا تُفيد به الآخرين ويكون لك به أجر وثواب في الآخرة.
ختاما
وهكذا تُقيم صُحبة مع السورة التي اخترتها، وهكذا تمشي مع بقية السور، وتُطبق الطريقة على بقية السور، حتى تُثبت صُحبة مع المصحف كله.
جعلكم الله من أهل القرآن وخاصته، ورزقكم الله ختمة قولا وعملا، لتنال خير الدنيا والآخرة.
جميله جداً.. موفقه باذن الله
إرسال ردحذف