الكتابة المفيدة ساعدت العالم "لويس باستور"، الفرنسي الأصل رغم انه كان مصابًا بالشلل النصفي، ومعروفٌ عنه أنه كان يعاني من نوبات صرع.
ومع ذلك ضل يحاول ويجتهد، ليقضيَ على الأمراض ويساعد المرضى، إلى أن اكتشف "التعقيم"،وهكذا أنقذ حياة الملايين من الأطفال عبر العالم.
يُمكنكَ بكتابتك أن تساهم في تحسين حياة الآخرين، اكتشف شغفك، اهتمامك، ميولك واعمل من أجل نفسكَ، واكتب نجاحكَ لتبقى تجربتكَ وخبرتكَ حافزًا، مثالًا ونموذجًا لغيرك.
ما هي أهمية الكتابة في حياتنا؟
فنحن تعلمنا الكثير ممن سبقونا، بفضل ما تركوه لنا من أثر، فالكتابة تحسن وضع المجتمع من الوضع الحالي لوضع أفضل، وهي سر الاستمرار والتطور.
نحقق الانفتاح على العالم، عبر ويكيبديا بتقديم المساهمات الجديدة والهادفة، من خلال نشر الوعي بأهمية الكتابة باحترافية، فلماذا نكتب؟ وما الفائدة من الكتابة؟
ما هي أقوى 3 أسباب تدفعك للكتابة الهادفة المستمرة؟
أولا: لتبقى قصتكَ بعد موتكَ أثرا طيبًا يحكي إنجازاتكَ
- منذ قديم الزمان كان الناس يتواصلون بالرموز، والأشكال ويرسمونها على الجدران، ثم تكونت اللغة وبدأت القصة، كلُّ واحدٍ يَحكي قصته للآخر، وفي الليل يجتمع الكل ليحكيَ كبيرُ القوم قصصًا أكثر واقعية.
- وعن قوم لم يعرفوهم إلا بالقَصص، توارثنا القصة أبا عن جد، ونصف كلامنا قصة، وهي أكثر ما يلمسُ قلوبنا دون أن نشعر، فاحكِ قصتك، ليستفيد منها غيرك وضع فيها خِبرتك.
- وسبحان من قهر عباده بالموت، أما الكتابة فتبقى بعد مَوتك، فقدم عِلمًا يُنتفع به مِن بَعدك، وأثرًا نافعًا للأجيال القادمة، أنت تترك بصمةً تقود من أمامك، وتفيدهم، فقد زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون.
- أنت تترك أثرا طيبا في نفس من تكلمه، تغرس الأمل فيه بكلماتك، وتُعطيه فائدة تُغير حياته، لبناء مجتمع أفضل، فاكتب لينتصر النور على الظلام، وينتصر الحق ويزهق الباطل.
ثانيا: لتعبر عن إحساسك مستمتعا بما تفعله
- وأنت تقرأ، تسافر مع الكاتب لبلاد بعيدة، وعالم آخر، وتحس وتشعر به، فاكتب أنت وخذ معك القارئ لشاطئ الأمان والعلم، شاركه فرحتك، شاركه قصتك وشغفك، وانثر بعضا من التفاؤل في قلب من يقرأ.
- عبر عن ذاتك بهذا السلاح القوي، اكتب من أجلك أنت، دوِّن فكرك، لتعيش بعد مماتك، فكُتب علماء العالم عاشت لآلاف السنين ولازالت باقية لآلاف قادمة، لتقدم القيمة العالية، لنرتقي معا.
- الكتابة متعبة ومرهقة، فأنت تحتاج لعمل بحث عما ستكتب عنه، ولكنها ممتعة، فإبداعك هو سر تألقك، والواقع بدل أن تفكر لماذا تكتب، فكر لماذا لا تكتب؟ ما الذي يمنعك؟ واقض عليه فورا.
- حبك للقراءة والكتابة فِطري، يجري في دمك، وأنت تحمله بين طياتك، منذ ولادتك، كما تحمل روحك بين ضلوعك، اصنع عالمًا جميلا، بكلمات جميلة.
- اكتب لتعبر عن إحساسك، وتصل لأعماق القارئ، كن صادقا وواعيا أن شعورك يصله، ويلمس ثناياه، فأوجد الكلمة الدقيقة التي تخلق الشعور الصحيح عنده.
- فهي تعطيك شعورا رائعا بالرضى، بعد أن تقدم قيمة عالية، وأنت لا تحتاج لتقنيات، معدات أو مخازن أو لمواد أولية، فكل ما تحتاجه فنجان قهوة، مكان هادئ، وقلم أو كمبيوتر لتكتب.
ثالثا: لتعيش عالمك الخاص بكَ
- وتذكر مهما كان نوع كتابتك، كن بسيطا وواضحا، ومختصرا، فأقصر الطرق هي الخط المستقيم، وهي الأفضل، وقد أصبح النشر اليوم، سلسا وسهلا وميسرا مع وسائل التواصل وتقنيات الإنترنت.
- وأنت تكتب، اكتب من أجلك أنت، وعش عالمك الخاص بكَ، ولا تقع في فخ الكتابة من أجل المال، فالمال تحصيل حاصل للقيمة العالية التي تقدمها.
- والكتابة تعطيك إحساسًا جميلًا بالحرية، تسكنُ أينما تشاء، وتتحدث مع من تشاء وتترك من تشاء وتحذف ما لا تريده، مجال واسع من الحرية المطلقة، فاكتب ولا تنسى أن حريتك تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين.
كيف نرفع كمية وجودة المحتوى ليقدم الكاتب المفيد باستمرار؟
الكتابة تتضاءل على ويكيبيديا، ببساطة شديدة لأنها لا تُأتي ثمارا، فالكاتب الذي يعيش من الكتابة وحدها لن يستطيع الاستمرار، إلا في حالات نادرة جدا.
كما يحتاج المرء للشعور بأهمية ما يفعله ليستمر، فالتحفيز أمر ضروري ويحصل ذلك من خلال الدعم المعنوي والمادي.
فما لا يعود على المرء بفائدة لا يستمر فيه.
يتم الدعم من خلال:
- مؤتمرات تعالج تحديات الكتابة، تسلط الضوء على ما قدمه قبلا وتجدد الأمل في النفوس.
- ندوات تحسسية مستمرة على مدار العام، تبين الدور الهام للقراءة والكتابة فهما يمشيان معا.
- تشجيع الصغار منذ نعومة أظافرهم، على القراءة بمسابقات وقصص وجوائز تحفيزية.
- رؤية أثر ونتائج طيبة لكتاباتهم، بحيث يشعرون بالفخر لما قدموه ويقدموا أكثر.
- الحصول على مقابل مادي لكل كتابة جيدة ومفيدة ومتصدرة وموافقة لكل الشروط الموضوعة.
- يمكن تحويل المقالات لفيديوهات تجذب انتباه القراء.
- مع كثرة وسائل الترفيه، الفيديو والتصوير الممتاز، الناس تكاسلت عن القراءة، مما يضر بالكتاب، فالناس تحب الفيديو لسهولته، ويمكن تحويل أفضل قصة لرسوم متحركة، فيلم أو وثائقي.
- نشر المقالة على وسائل التواصل الاجتماعي بربط الموقع بالفيسبوك وبالإنستغرام، ومساعدة الكاتب على الانتشار.
ما هي الاستراتيجيات التي يجب اعتمادها لنشر محتوى متميز على ويكيبيديا؟
للحفاظ على وتيرة نشر المحتوى الجيد لابد من:
- وضع ضوابط وشروط للحكم على الكتابة وتقييمها، وتقييم جودتها من حيث الجديد الذي تحمله، قواعد الكتابة والإبداع الموجود فيها.
- وضع شروحات عبر فيديوهات للتعريف بطريقة الكتابة الصحيحة على الموقع، وإبراز طريقة استعمال الموقع، بشكل سلس وسهل.
- تقديم دورات شاملة لتمكبن الكاتب من كل القواعد الأساسية للكتابة بشكل احترافي.
- تجنيد فريق عمل متخصص ومتكامل على الموقع، بحيث يكون مسؤول عن النشر بطريقة احترافية عبر خطة محتوى وخطة زمنية مدروسة، وتجنب النشر العشوائي.
- موقع ويكيبيديا يستعمل طريقة قديمة غير مواكبة لما هو موجود حاليا على الساحة، فالمطلوب إضافة وورد بريس للموقع لتسهيل الكتابة عليه، وكذلك YAOUST، وتحديث ويكيبيديا.
- المراجعة والتدقيق اللغوي، وتتبع المعلومات المقدمة بحيث لا تكون منسوخة، أو فيها أخطاء لغوية أو إملائية أو المعلومة خاطئة، قبل نشرها.
- تسهيل كتابة البحوث العلمية والروايات والكتب، على شكل PDF، ويتم تحميلها بعائد مادي.
- بحث داخل ويكيبيديا لمعرفة ما ينقص فيها، ووضع صفحة فيها العناوين المطلوبة من الإدارة بما ينقص والتحفيز بعائد مادي عن كل موضوع يتم تناوله.
- يمكن خلق مشروعات لها علاقة بالكتابة تدر دخل وعائد مادي ويتقاسمه الموقع مع الكاتب بنسبة معينة.
- كما يمكن تشجيع تقديم البحوث العلمية، وإجراء مسابقة عن أفضل بحث ليتم تطبيق ما فيه وتحويله لواقع بدل أن يبقى على الورق فوق الرفوف.
- ويمكن تقديم منح لمن فاز بأفضل كتاب المحتوى كتشجيع له وتحفيز لكل من يكتب، أو التعاقد مع شركة ما لتحويله لفيلم او سلسلة تلفزية ليحقق دخلا جيدا.
في النهاية
نكون قد عرفنا أهمية الكتابة، وقمنا بتحفيز الكاتب، لبناء الأجيال القادمة، وتعليم عن بعد الآخرين.
عالم الكتابة واسع، وهو سبب كل التطور والتحسن المستمر في المجتمع، فالعلم ينقل العالم من وضع لوضع أفضل، وكتابتك تزرع الأمل في غيرك وتبقى بعد مماتك وتعطيك متعة كبيرة.
ولكن الحاصل أن هناك عزوفا عن الكتابة ظهر مؤخرا، ولمحاربة هذه الظاهرة، وتشجيع الكتاب على الكتابة والاستمرار في العطاء، لابد من تحفيزهم وتقديم حلول للتحديات التي تقابلهم، وتسهيل الكتابة عليهم ببرامج بسيطة.
كما أن الدعم المادي حافز قوي، يضمن لهم العيش بكرامة، ويشجعهم على العطاء المستمر، وامتهان الكتابة كحرفة احترافية وليس فقط كهواية.
وخير ما نختم به قول الله تعالى وهو أول ما أنزل من القرآن، كدليل على أهمية القراءة والكتابة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم".
فالقراءة والكتابة يمشيان جنبا لجنب، شكرا على المتابعة.
شرفنا بوضع تعليقك هنا، وعند أي استفسار سيتم الرد عليك بأسرع وقت ممكن بإذن الله.