أخر الاخبار

الريشة الطائرة أدخلت الفرحة لقلب سامي

الريشة الطائرة أدخلت الفرحة لقلب سامي

في قرية هادئة، ذات طبيعة خلابة، بالقرب من الوادي المتدفق، يسكن فادي الطفل اليتيم الذي فقد أمه في حادثة سير مع والده سامي، في فندق متوسط الحجم.

في غرفة تقع في الطابق السفلي، قريبا من قاعة الاستقبال، حيث يسجل سامي الزبون في دفتر الفندق الذي يكاد يكون مهجورا مع قلة الوافدين، وحتى من ينزل في الفندق لا يستقر أكثر من يوم أو يومين على الأكثر.

الريشة الطائرة وسحرها

بينما جلس فادي كعادته أمام نافذة غرفته ينظر إلى الأشجار التي تملأ المكان، لمح حمامة بيضاء، شديدة البياض كالثلج لها تاج فوق رأسها كأنها عروس.

فخرج بسرعة وراح يلاحقها وهي تطير على مسافة قريبة من  الأرض، راح فادي يجري وراءها دون أن ينتبه أنه يبتعد عن الفندق، حتى استقرت على شجرة قريبة من مقبرة القرية.

وقف فادي مترددا بعد أن دخلت الحمامة إلى المقبرة، انتابه خوف شديد كاد يقتله، مع منظر القبور المبعثرة، وصوت الرياح، وراح يقرأ الأسامي ويمشي حتى وقف عند قبر أمه، وجلس والدمع تذرفه عيناه.

بينما هو يبكي بعينيه وقلبه، سقطت ريشة وسقطت فوقها  دمعة، على قبر أمه، فارتفعت الريشة، فخرجت روحها على شكل ضوء وتجسدت صورتها أمامه.

وقالت: فادي، ارفع  رأسك  أنا هنا، فادي أنت قوي.

استغرب فادي و مسح عينيه، وضحك لرؤية أمه، ماما اشتقت إليك كثيرا، فأخبرته أنه يستطيع أن يكلمها من خلال الريشة، ولا يخبر أحدا.

لأن سحرها سيختفي إن علم أي كان بأمرها، التقط فادي الريشة ووضعها في جيبه. 

 وهو يراها وهي تداعبه وتلاعبه وتكلمه، لقطات كثيرة عاشها وكأنه في عالم آخر، حتى  جلست الحمامة على كتفه، ليستفيق من غفوته، و راح يلاحق الحمامة من جديد.

وهكذا صارا، يتنططان في التلة من مكان لمكان، وفي آخر النهار عاد فادي إلى الفندق سمع صوت والده يناديه للعشاء، فاتجه الى غرفة الطعام حيث طاولة وكراسي ومطبخ فسيح.

ليأكل المقرونة التي وضعت في صحن أزرق مع شوكة، نام فادي والسعادة تغمره.

أزمة الفندق

شاهد ايضا

في الصباح الباكر وبينما فادي في فراشه، سمع والده يتحدث مع صاحب الفندق الذي كان يخبره أنه سيغلقه إن استمر الحال هكذا، وأن عليه أن يجد مكانا يؤويه، ثم غادر المكان.

بعد أن أفطر فادي أخبره والده أنه مضطر للبحث عن منزل، وسيتأخر وعليه أن يبقى لوحده في الفندق إلى أن يعود، أخبره أنه جهز له أكلا في الثلاجة، ثم ذهب.

خرج فادي وراح يلعب و يجري، طول اليوم إلى أن حل الظلام، فعاد إلى الفندق، أغلق الباب، أخرج صحن الفواكه من الثلاجة ووضعه فوق الطاولة.

وسرعان ما شاهده يرتفع في السماء، ثم يرمى على الأرض بقوة، شعر فادي بالخوف، تسارعت نبضات قلبه، وأصبح تنفسه قصيرا، وشعر برعشة برد.

فركض إلى غرفته مسرعا، سمع الباب يفتح ويغلق، وسمع الأواني تحدث ضجة، انكمش على نفسه وهو مرعوب، الكهرباء تنقطع وتعود وأصوات كثيرة.

فادي، فادي، إنه صوت والده يناديه، أخذ مصباحا وصعد الدرج، متعقبا الصوت، وصعد إلى العلية ليجدها مملوءة بالأتربة وخيوط العنكبوت، ووجد كرة وأمامها جريدة.

حادثة الفندق

فأخذها وووقعت عينه على حادثة  انتحار في الصفحة الأولى، مكتوب فيها أن جون اختلس 15 مليار يورو من المصرف وبعد أن تم اكتشاف سرقته ، انتحر. 

أخذ الجريدة ونزل إلى غرفته، وراح يقرأ الحادثة، فرأى نفس الوجه يجلس أمامه وأخبره أنه  كان يعمل في مصرف، فتم قتله بعد أن سرق القاتل المصرف لكي لا يكشفه.

لكنه لفق له تهمة السرقة والاختلاس، وقتله وادعى أنه انتحر، وما يثبت أنه تم خنقه هو وجود كدمات زرقاء حول رقبته حسب تقرير الطبيب الذي تم إخفاؤه.

وطلب منه أن يساعده لترتاح روحه وتتحرك  بسلام، وافق فادي شرط أن يترك زوار الفندق بسلام ويساعدهم في رعاية  الفندق.

خيبة والد سامي

في صباح اليوم التالي عاد سامي والد فادي يجر أذيال الخيبة لأنه لم يجد أي سكن وعليه أن يعود للبحث من جديد، فأخبره فادي أن كل شيء على ما يرام، ولا داعي للقلق.

ويمكنك صنع موقعك.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -