أخر الاخبار

كيف تزيد إيمانك لتتجلى في أفعالك أنوار حب الله؟

 لتزيد من إيمانك في حياتك اليومية، تحتاج أن تتصل بالله، عبر معرفة أسمائه، لتظهر تجلياتها في حياتك وتسعد بالدارين، فالإيمان يكون بالقول والقلب والجوارح، لتصل للصفوة والخواص فتصل للإحسان.

فما هو الإيمان؟ وما هي درجاته؟ وما هو الحد الأدنى له؟ فمع تحديات الحياة وضغوطاتها يحتاج المرء لزيادة إيمانه بالله، وتوطيد علاقته به باستمرار، والعيش بتوازن، ليفتح الله الفتاح لك أنواره.

كيف تزيد إيمانك؟

  • يزداد الإيمان بالحمد لله، والشهادة بكل يقين وبكل صدق، واستشعار أسماء الله في السراء والضراء، وفي لحظات الضعف والقوة.
  • قراءة القرآن واستمداد القوة منه، ومُرافقته بشكل يومي، كأن يكون لك ورد يومي ثابت مهما تراكمت الضغوطات، فالشيطان سيُبعدك عن المصحف بكل طُرقه، وهنا استعذ به وتوكل على الله.
  • أتقن عملك لوجه الله، واعلم أنك وإن لم تكن تراه فهو يراك.
  • ملاحظة أسماء الله في حياتك اليومية، واستشعارها بشكل عملي، كأن تسبح الله وتحمده بلسانك وبقلبك.

ما هو الإيمان؟

منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، بعث الأنبياء والرسل بالرسالات، وكلها ثابتة على نفس العقيدة، أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، وأركان الإيمان الستة هي:

  1. الإيمان بالله.
  2. الإيمان بالملائكة.
  3. الإيمان بالرسل.
  4. الإيمان بالكتب السماوية.
  5. الإيمان بالقضاء والقدر.
  6. الإيمان باليوم الآخر.
فالعقيدة ثابتة لكن الاختلاف كله في العبادات، فكل له طريقته في الصوم، في الصلاة، في التطبيق، لكن الإسلام ثابت منذ بدء الخلق، والعبادات عي التي تُرسخ العلاقة بين العبد وربه.

والإيمان هو التصديق التام بالله، ويتبعه التصديق بالقول فتأتي الشهادة ونُطقها باللسان، والتصديق بالقلب وبالجنان، فيتربى المرء على الأعمال بالجوارح ويطبق بالأفعال، فيتوافق قوله مع فعله.

 من هنا نعرف أن الإيمان هو التصديق التام واليقين، بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بها، وأداء الشرائع أداءًا صحيحًا، وفق ما جاء به الشرع، واجتناب المحرمات.

ما هي درجاته؟

درجات الإيمان تزداد بازدياد يقينك بالله.

علم اليقين

لله صفات كلما عرفتها كلما تقربت منه، فتعلم وابحث عن معنى كل اسم، لتُؤمن بالله، وتجمع كل المعلومات الصحيحة عن الله، وكل هذا سيقربك من الله أكثر.

مثلا: اسم الله الأول، إذا بحثت عنه تجده في سورة الحديد:

"سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ¤ له ملك السماوات والأرض يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ¤ هو الأول و الأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ¤ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ¤ له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور ¤ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور¤".

تلاحظ أن الآية الأولى فيها تسبيح من كل مخلوقات الأرض والسموات، فسبحان الله وفي الآية الثانية هناك ذكر لعظمة الخالق، وقدرته على الموت والحياة التي اختص بها نفسه، فسبخان من قهر عباده بالموت.

وهكذا كلما تعمقت تسبح عن قناعة وتصديق وتزداد إيمانًا، وتقول سبحان الله باللسان وتصدقها بالقلب، ولو بحثت في علاقة الحديد بالأول، تجد أن الحديد هو أول مادة خُلقت على وجه الأرض.

ولو تتبعت سورة الحديد تجد:

"وأنزلنا الحديد"

شاهد ايضا

وعلميا ثبت أن الحديد كمادة فعلا نزل من السماء، وهو سبب الاستقرار في الكرة الأرضية والجاذبية، ولولاه لما كان هناك خصائص مغناطيسية، ومن هنا يأتي الإعجاز في بأسه الشديد قال تعالى:

"فيه بأس شديد" 

وهكذا كلما تتبعت كلام الله ازداد يقينك وإيمانك بالله وقلت سبحان الله باللسان وصدقتها بالقلب، وكلما آمنت تقربت لله وتحققت لك الحياة الطيبة. 

عين اليقين

العين ترى، فكلما صدقت سترى تجليات الأسماء الحُسنى في حياتك، فتهون الحياة وتتحقق مطالبك، وتحصل السكينة والطمأنينة التامة للنفس والروح، ويحصل انشراح في القلب.

فدرجة إيمانك تجعلك ترى قدرته في خلقه، فتسبح بيقين تام، كأن ترى منظرا طبيعيا خلابا فتقول سبحان الله بيقين وترى قدرة الله وعظمته، فتصل لعين اليقين وتُصدق تصديقا حازمًا لا شك فيه.

وهكذا تُطبق تجليات أسماء الله الحُسنى، وترى أثرها في حياتك اليومية، فكلما كانت عندك معلومات صحيحة عن الله، وصفاته كلما زاد إيمانك، كما ذكر الله في كتابه.

حق اليقين

بعد أن تعلم علم اليقين أن الله قادر على كل شيء، وتؤمن به، ترى قدرته في خلقه، وفي الكون كله، فتصل لعين اليقين، وبعدها يكون إيمانك كاملا وتأخذ من حق اليقين، إذ تتجلى في حياتك أنوار الله وقدرته.

وهنا تذوق حلاوة الإيمان في خلوتك مع الله، فتصل للحب في الله، فلا تنتظر جزاءًا إلا من الله، ولا تقدم عملًا إلا لله، فتصل لأخذ حقك وتجد لذة عملك في القرب من الله.

بالتأكيد عندما تصل لليقين التام أنك تعمل بإتقان لوجه الله، ستعمل بأريحية وستجد ثمار عملك في الدنيا قبل الآخرة، فالصدق أساس كل نجاح.

ما هو الحد الأدنى منه؟

الحد الكافي للإيمان هو:

  • البحث عن المعلومات الصحيحة من الكتاب والسنة.
  • معرفة تفاصيل صفات الله من خلال القرآن والسنة.
  • تجميع المعلومات من العلم، والإعجاز العلمي الذي توصل له العلماء. 
  • التفاعل مع أسماء الله الحُسنى.
  • التفاعل مع الآيات وتدبرها.
  • استشعار أسماء الله، وتغذية روحك، وصلاة الفجر.
  • القول باللسان والتصديق بالقلب.
  • تفعيل أسماء الله بالدعاء والتسبيح والشهادة. 

كيف تُفعل أسماء الله الحُسنى؟

  • كلما بنيت علاقة قوية مع القرآن كلما تقربت من الله، وكلما فعلت أسماء الله في حياتك وظهرت إيجابيتها بشكل يومي.
  • تتدرب على تفعيلها بالدعاء والتطبيق.
  • تُجبر نفسك على العادات الجيدة التي تزيد إيمانك كالحفظ والقراءة يوميا.
  • تجميع المعلومات الصحيحة من القرآن والسنة.
  • معرفة الله والإيمان به في السراء والضراء.
  • التوازن بين القول والفعل و الدعاء المستمر.
  • التضحية بالوقت والجهد والتخلي عما تعودنا عليه، كالتخلي عن النوم والقيام في جوف الليل، من أجل الوصول للسعادة الحقيقية بالقرب من الله، كقيام الليل.

ختاما

حلاوة القرب من الله، في الوصول لليقين المُطلق، فتصل للالتزام بالعبادات، وأخذ الطاقة منها وتغذية وتقوية إيمانك لتصل لدرجات أعلى من الآن، فالمٌؤمن يطلب الزيادة في الإيمان باستمرار.

فصحح نيتك أولا، وصحح مُعتقداتك، وإيمانك وغذي روحك بالقرآن، فهو أكبر مصدر للشحن الصحيح، والغذاء المعنوي لتُنمي إيمانك وبالطاعات وبالتقرب لله والذكر المستمر.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -