الكتابة الإبداعية موهبة، يتم صقلها بالتدريب المتواصل، البحث الكثير قبل البدء والقراءة للعديد من المصادر، وهي تتطلب الصبر على نفسك كما تصبر على الآخرين.
والإبداع في الكتابة هو الإتيان بجديد، وإضافة الفائدة والبحث عن المعلومة القيمة لإثراء القارئ، وجذبه للاستمرار لنهابة المقال بأسلوب سلس، شيق وجذاب.
أولا: كيف تختار الموضوع المناسب؟
يكون الموضوع مناسبا لك، كلما كان قريبا مما تتقنه، وتحبه بحيث تكتب انطلاقا من تجربتك وخبرتك، فتُبدع وتُألف الجديد والمختلف عما هو موجود.
وهكذا كلما حددت الموضوع بشكل جيد، كلما أبدعت فيه، فاعمل على تركيز جهدك في اختيار وتأطير كل الجوانب والحيثيات، بشكل واضح ودقيق، لتشجع القارئ على متابعة المقال للنهاية.
واجعل لغتك سهلة وبسيطة، من دون استعمال كلمات معقدة ولا لغة ركيكة بكلمات عامية، فالأسلوب السلس والواضح يجذب الزائر ويشد انتباهه.
واحترم الجانب الأخلاقي، لإثراء العلم بعيدا عن المساس بالدين، المجتمع أو التقاليد لتقديم قيمة عالية، ويرتفع موقعك على كوكل.
ثانيا: ما هي مصادر البحث وتجميع الأفكار؟
يعتبر البحث نصف العمل، فاعتمد على الكتب، المواقع المضمونة والمقالات الموثوقة، البحوث العلمية وتأكد من المعلومات من عدة مصادر، وحفز نفسك على الكتابة المستمرة.
وكلما تعددت مراجع بحثك كلما زادت قيمته، فجمع كل ما تمت كتابته قبلا عن هذا الموضوع، واكتب كل التفاصيل، ويمكن الاستعانة بالموسوعات وقواعد البيانات.
واقرأ كثيرا لتُلم بالموضوع من كل جوانبه، وتسهل عليك الكتابة، وتُحسن مهاراتك الفكرية والثقافية وتوصل أفكارك للقارئ بكل سلاسة ويُسر، وفي حال اعتمدت على أي اقتباس فاحتفظ به كما هو دون زيادة أو نقصان.
ثالثا: متى يكون الإعداد جيدا؟
الإعداد الجيد يعتمد على كتابة كل العناوين المتعلقة بالموضوع، سواء الرئيسية أو الفرعية، وتحديد المصادر المُعتمدة، وتأطير الموضوع بشكل كلي من كل جوانبه، حتى يتم تناول كل فكرة في عنوان.
فيكون هناك فهرس واضح، يجد من خلاله الباحث ما يريد بكل سهولة، ويتصفح الموضوع حيث يأخذ العنوان للفقرة التي تشرحه، بكل صدق، فيكون العنوان فعلا يُجيب على ما يتضمنه.
يمكن إضافة نقاط تُوضح المسار المطلوب، تحت كل عنوان فتسهل الكتابة، ويُستحسن استعمال القائمة النقطية أو المرقمة عند وجود أفكار متسلسلة ومتتالية.
رابعا: ما هو التنسيق الممتاز؟
يكون التنسيق ممتازا عندما يكون الموضوع، متناسقا ومفهوما وله معنًا واضحًا، يبدأ بفقرة تستهل الموضوع على شكل قصة لخا علاقة بما تكتبه، أو أسئلة تنوي الرد عليها خلال النص.
يتبعها عنوان رئيسي تتفرع منه عناوين فرعية عند الحاجة للتوسعة، وكل عنوان يحمل الفكرة المشروحة في الفقرة الموالية، فيكون العنوان يُجيب على توقعات القارئ وتطلعاته.
يالنسبة للكتابة على المواقع، ممنوع النسخ بكل أشكاله، لأن النسخ يُنزل الموقع ويضره، وممنوع الأخطاء الإملائية واللغوية، وتجنب الفراغات المكررة، واحترم علامات الترقيم.
وحافظ على الترابط والسياق المفهوم للنص، من بدايته لنهايته، وتحدث عن نفس الموضوع من كل جوانبه، بحيث يكون هناك بداية تُمهد للموضوع، وبعدها جسم للمقال يُوضخ كل نقاطه، ثم خاتمة تُلخصه باختصار.
خامسا: ما هي طريقة كتابة العناوين؟
العنوان هو أول ما يلفت انتباه الزائر، وهو ما يجعله يقرر إنهاء القراءة أو تركها، فلابد أن تُعطيه اهتمامك، ومن مميزاته:
- أن يكون طوله مناسبا، فلا يكون طويلا لحد المبالغة ولا قصيرا لدرجة لا تفهم معها الموضوع.
- يُعبرعن الموضوع المكتوب عنه بكل صدق.
- من الأفضل استعمال الأرقام الفردية فهي تجذب انتباه المُتصفح.
- تفادي استعمال العطف.
- تجنب استعمال علامات الترقيم، ما عدا علامة الاستفهام، في حال كان سؤالا.
- اجعل لك أسلوبا خاصا بك، يُميزك عن غيرك.
- بعد الإنتهاء من الكتابة، راجع العناوين وعدل عليها حسب المطلوب.
سادسا: كيف تحلل كل عنوان على شكل فقرة؟
تتكون الفقرة من عدة جمل تتحدث عن موضوع معين، توصل فكرة واضحة، ويُستحسن أن يكون طول الجملة ما يصل لسطر ونصف على الكمبيوتر، أي مل يعادل 3 إلى 4 سطور على الهاتف.
فعدد المتصفحين من الهاتف يزداد باستمرار، لسهولته، وكل جملة اختمها بنقطة، وارجع للسطر، ليكون هناك فراغات تُسهل القراءة وتجعل التنسيق أكثر وُضوحا.
أما عدد الكلمات خلال المقال بأكمله، فكوكل يجعلك تتصدر الترتيب عند متوسط 1500 إلى 2000 كلمة، مع احترام الموضوع والكتابة بدون حشو ولا كلام زائد ليس له معنى، وتساعدك القراءة على ذلك.
إذا كان الموضوع طويلا ويحتاج للكثيرمن الكلام فجزئه لعناوين فرعية، وتحت كل عنوان اكتب فقرة تشرحه، وأفضل طول للفقرة 200 كلمة، أي ما يُقارب الخمسة سطور، إلى سبعة.
وهكذا يتكون موضوعك من فقرات مترابطة، لها سياق يضمن تحليل الأفكار الموجودة في العناوين والفقرات بشكل متسلسل، عبر الانتقال من العام للخاص.
سابعا: كيف تحدد الوصف؟
الوصف هو الجملة التي تظهر على محرك البحث تحت عنوانك، وأهميتها من أهمية العنوان، فاجعلها مُعبرة عن الموضوع، وجذابة وخصوصا صادقة في مضمونها.
وأفضل طول لها هو 150 كلمة، أي ما يُعادل سطرا ونصفا على الكمبيوتر، واحرص على جعل الوصف مُشوقا دون التطرق للتفاصيل.
مع الابتعاد عن الأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية بكل أشكالها، مع استعمال الكلمة المفتاحية المُراد الكتابة عنها، ومحاولة جعلها في بدايته، مع الحفاظ على التنسيق والترابط بين الكلمات.
ثامنا: المراجعة والتدقيق وتصحيح الأخطاء
بعد الإنتهاء من الكتابة على مسودة، وتحليل كل النقاط، اقرإ النص كاملا وراجع تنسيقه وترابطه، وكل تفاصيله وعدل على الأفكار وصحح الكتابة، ودقق في اللغة حتى تصل لنص خال من الأخطاء.
واحترم القواعد النحوية واللغوبة، وقواعد الترقيم، وطول الجمل والفقرات، والمعنى الموجود فيها، ويدخل في التدقيق ربط الموضوع بموضوعات تزيد قيمته، وتكون هذه الروابط داخلية من موقعك، وكذاك خارجية من مواقع أخرى.
على أن يكون لها علاقة بالموضوع، وتُضيف معلومات قيمة للقارئ، ويُستحسن ألا يتجاوز عدد الروابط الخارجية اثنين على أن تكون من مواقع غير منافسة لك، أما الداخلية فاستعملها كلما دعت الضرورة لذلك.
تاسعا: النشر في الوقت المناسب
تأتي مرحلة النشر بعد الإنتهاء من كل المراحل السابقة وهي آخر مرحلة، وأفضل وقت للنشر هو وقت مُحدد وتأخذه من وقت الذروة في متابعة موقعك، حيث تعلو نسبة التصفح، وتعرفه من تتبع إحصائيات موقعك.
واجعله ثابتا حتى تخلق وقت انتظار لدى متابعيك، ويُنصح بنشر منتظم ودائم، فالكتابة تحتاج الصبر وطول البال، والاستمرار لصقل موهبتك، وتكوين أسلوب وبصمة خاصة بك، تُميزك وتجعل الزائر يُتابعك بوفاء وولاء.
في النهاية
يبقى الإبداع فِطريا في الإنسان، فكل شخص له مواهب وُلدت معه، لكن التدريب له قوة وتأثير مباشر على من يملك الموهبة ومن لا يملكها، فالتدريب هو السر الذي يخلق القدرات الهائلة.
فاكتب بشكل يومي، ليصبح عادة تمارسها بكل يسر وسهولة، وتستمتع بها، فتُعطي الجديد، النافع والمُفيد باستمرار، دون كلل ولا ملل، بعد القراءة، فالقراءة والكتابة يمشيان معا.
شرفنا بوضع تعليقك هنا، وعند أي استفسار سيتم الرد عليك بأسرع وقت ممكن بإذن الله.